كيف تتحدث إلى أي شخص في أي وقت وأي مكان (ح2)
لاري كنج
تحدثنا في الحلقة الماضية عن مقدمة عن الحديث وأساسياته بحسب ما يراه المقدم الشهير لاري كنج .. واليوم ننتقل للحديث عن الفصل الثاني في الكتاب وهو "كسر حاجز الثلج" ..
كيف تتحدث إلى الغرباء ؟
يؤكد لاري إلى حقيقة تسيطر على كثير من الناس وهي الخجل والعصبية والتوتر الحاصل عند مقابلة أناس غرباء أو لأول مرة نلتقيهم ..
"كلكم لآدم وآدم من تراب" قاعدة ستساعدنا كثيرا على تخطي مثل هذه الأعراض لمثل هذه المواقف .. فببساطة لا يعني أن أتحدث لوزير في الدولة أو مدير شركة كبيرة أو شخصية معروفة ومرموقة في المجتمع لا يعني ذلك أبدا المبالغة في التقدير له .. بل إن الحديث سيكون أجمل وأكثر راحة لكليكما إذا كنتما على نفس الموجة والأريحية في الحديث ..
ومن الأمور التي تساعدنا على التغلب على أعراض المقابلة الأولى هي معرفة أن المقابل قد يعتريه بعض أو كل ما يعتريك من ذلك الخجل والتوتر .. كما أن مما يساعدنا على فتح باب المحادثة الجيدة وكسر حاجز الثلج هو الانطلاق من نقطة تبث الراحة للمقابل .. فقد يبدأ اللقاء بسؤال عن ذات المقابل .. فلهذا شأن كبير في إدارة عجلة الحوار .. والانطلاق إلى نقاط أكثر خصوصية وعمق ..
وهنا يورد لاري اقتباسا لبنيامين دزرائيلي الروائي والسياسي ورئيس الوزراء البريطاني حين قال : "تحدث إلى الآخرين عن أنفسهم وستجدهم ينصتون إليك لساعات طويلة" .. وحينما أقرأ مثل هذا أتذكر القصص والروايات الواردة عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما أخذت جارية بيده تمشي معه في طرقات المدينة .. أو حينما كلمته عجوز وهو في طريقه إلى بيته ومعه عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه فتوقف صلى الله عليه وسلم ليستمع إليها .. وغيرها الكثير ..
افتتاحيات
كثيرا ما نلتقي بأشخاص نراهم لأول مرة في المناسبات المختلفة .. كحفل خيري أو في وظيفة جديدة أو جيران جدد أو أي مقام آخر .. هنا يأتي دور الافتتاحيات لتمهد الطريق وتذوب الجليد لمحادثة رائعة وجميلة ..
فإذا كنت في حفل ما .. فإن مناسبة الحفل تعتبر منفذا جيدا لإجراء محادثة .. أو إذا كنت مدعوا لبيت أحد الزملاء أو مكتب لأول مرة تدخله .. فإن هناك غالبا ما يميز المكان من قطعة أثرية أو لوحة زيتية ..... فمثل هذه الأشياء .. تعين في فتح محادثة جيدة ومريحة ..
أذكر مرة أنني كنت في مصعد بجامعتي الحبيبة – جامعة الملك فهد للبترول والمعادن - .. وكان ذلك المصعد بطيئا نوعا ما .. وبينما كنت أنتظر .. إذ جاء أحد الدكاترة الذين أسمع عنه الكثير من الأمور الجميلة والمشرفة .. فأحببت أن أدخل معه في محادثة .. فقلت له .. ما أجمل الكلية لو غيروا المصعد .. فهو بطيء جدا .. فوافقني .. وسألني عن تخصصي .. وامتد الحديث وخرجنا من المصعد وأجرينا محادثة لمدة 10 دقائق تقريبا .. وكان السبب في ذلك هو الافتتاحية التي توافقنا فيها نحن الاثنان ..
الأسئلة المغلقة .. معوق الحوار الثري ..
إن الأسئلة المغلقة – والتي تكون إجابتها بنعم أو لا – من الأسئلة القاتلة لحوار ثري وطويل ..
تذكر أن الشخص المقابل قد يكون محرجا أو متوترا من الحوار القائم لأول مرة .. لذا فإن سؤالا كهذه الأسئلة سيجعله سريع التخلص من الإجابة .. فهو سيقول نعم أو لا .. وانتهى الأمر وانتهت المحادثة .. وسيكون من المحبط إعادة إحياء الحوار من جديد .. والنصيحة هي .. تجنب الأسئلة التي تبدأ بـ (هل) أو بالهمزة ..
مثال: ألا تشعر بالحر ؟
والوسيلة التصحيحية لذلك .. هي بتغيير الصيغة .. كأن تقول .. ما رأيك بصيف هذا العام ؟ مثلا !!
القاعدة الأولى للمحادثة : الإصغاء !
يقول لاري : إنني لن أتعلم شيئا من حديثي .. فأنا أدرك كل صباح أن شيئا مما أقوله اليوم لن يضيف إلى معرفتي أي جديد لذا فأن كنت بصدد معرفة أمر جديد اليوم فعليّ تحقيق هذا من خلال الإصغاء....
إذا لم تصغ للآخرين .. فلا تنتظر إصغاءهم إليك !
إن الإصغاء ليس تمثيلية نقوم بها لنوهم المقابل بالاهتمام .. وإنما هو ما ينتج عنه ردود جيدة تنم عن فهم حديث المقابل .. وهذا هو سر المحاور الناجح ..
لغة الجسد ..
إن لغة الجسد بحر واسع .. وطريقة رائعة لفهم المقابل .. فعلى سبيل المثال إذا وضع المقابل ساقا على الأخرى فهو – غالبا – يكذب .. أو إذا عقد ساعديه فإنه غير مرتاح ... ولأن لغة الجسد تنقل الرسائل المختلفة .. فإن الاهتمام بها واجب في طريق كسر الجليد وإقامة محادثة جيدة .. فهي مكونات المحادثة التي لا غنى عنها لطالب الحوار الجيد .. فعندما نقول شيئا لفظيا ويعاكس ذلك ما تقوله جوارحنا الأخرى .. فإن هذا يكون مدعاة للشك والريبة لدى المقابل .. وتنتهي المحادثة والحوار بغير الشكل الذي رغبت فيه !!
الاتصال بالعين ..
لتجري حوارا ناجحا .. أجر اتصالا بالعين بينك وبين المقابل !!
كان هذا ختام الحلقة الثانية .. وفي الحلقة القادمة سنتحدث عن الحديث الاجتماعي وسنتناوله بشيء من التفصيل .. أرجو أن تكونوا قد استمتعتم واستفدتم .. كما أرحب بالملاحظات والآراء ..